مهدت Microsoft الطريق لشركة Apple لتولي صناعة الهواتف الذكية من قبل. فهل سيعيد التاريخ نفسه مع نظارات الواقع الافتراضي والواقع المعزز؟
أطلقت Microsoft مؤخراً نظام جديد لعرض اجتماعات الواقع الافتراضي، على الرغم من أننا كنا نأمل في استخدامه منذ العام الماضي.
يوفر نظام Mesh Collaborative، الذي يعمل بسماعات Hololens البالغة 3500 دولار أمريكي، مؤتمرات فيديو “ثلاثية الأبعاد” في الوقت الفعلي مع الصور الرمزية أو نماذج صور متحركة. إنه مشابه تماماً ل Spatial Show، الذي رأيناه في مؤتمر شركة Qualcomm و Microsoft على مدار العامين الماضيين. رأينا أيضاً نظام Spatial يعمل على سماعات Hololens. حيث يعد هذا النظام الجديد مانعاً لتطبيق الواقع المختلط، خاصة في عالم ما بعد COVID-19، حيث قد يكون هناك الكثير من رحلات العمل والأعمال التي تتطلب الكثير من العمل في المنزل.
تكمن المشكلة الأكبر في أن استراتيجيات أجهزة الواقع الافتراضي والواقع المعزز من Microsoft وغيرها تبدو بدائية، ويُعتقد أن Apple هي التي ستطورها، وهذا ما أثار رعب بقية الشركات.
3 مشاكل كبيرة للنظارات تجب معالجتها
هناك ثلاث مشاكل يحتاج الواقع المختلط إلى معالجتها: الأجهزة و الشبكة و البرامج. قد يكون لدى Microsoft برامج، لكن الأجهزة والشبكة لن تكون متوفرة في وقت قريب.
ترتبط مشكلة الأجهزة غالباً بالشاشات، فلا تزال المعادلة غير مقبولة بين التكلفة واستهلاك الطاقة. تتمتع نظارات Oculus Quest 2 ونظارات الواقع الافتراضي الأخرى بشاشات عرض عالية الدقة وبأسعار معقولة. لكنها ثقيلة وتستهلك الكثير من الطاقة، وغير مريحة لمعظم الناس لارتدائها لأكثر من بضع دقائق. عادة ما يستخدم هذه النظارات الأشخاص المتحمسين للواقع الافتراضي كهواية، تماماً كالتحدي المتمثل في تثبيت تطبيق على هاتف ذكي من عام 2003 والذي لم يربحه سوى المهووسون.
هناك شاشات صغيرة فائقة الكثافة بالنسبة للواقع المعزز، لكنها أغلى ثمناً ومحدودة ولا يبدو أنها ستصبح أرخص كثيراً بمرور الوقت. وهذا يؤدي بدوره إلى إبطاء تطوير نظارات الواقع المعزز. حيث تم إنتاج نظارات HoloLens منذ عامين، ونظارات Google منذ تسع أعوام.
قالت شركة Qualcomm في معرض إكسبو الدولي للواقع المعزز أننا على بعد 10 سنوات من إنتاج نظارات الواقع المعزز العادية.
أما بالنسبة لمشكلة الشبكة، فهي تخذلنا أيضاً في الوقت الحالي. حيث أعلنت شركة Qualcomm منذ فترة أن تجارب الواقع الافتراضي والواقع المعزز تحتاج إلى زمن انتقال أقل من 7 مللي ثانية لتكون مثالية. وهذا مستحيل تماماً على شبكة 4G، التي تربط الآن الواقعين الافتراضي والمعزز بمنزلك أو مكتبك. على كل حال، من المفترض أن توفر لنا تقنية 5G زمن انتقال أقل وعرض نطاق ترددي أكبر وجودة خدمة مضمونة. هذه كلها عناصر رائعة للواقع المختلط، لكن 5G أثبتت أهميتها في كل عنصر من هذه العناصر حتى الآن. ومن المحتمل أن يستغرق الأمر عدة سنوات للحصول على 5G على نطاق واسع لتحقيق الربح من هذه الصناعة، أي حتى 2024-2025 على الأقل.
بالنسبة للشبكة، فهي مهمة جداً لنقل البيانات لكنها في الحقيقة ليست موجودة بعد.
دخول Apple
نحن في طريقنا الآن لإعادة تشكيل سوق الهواتف الذكية. حيث بدأت Microsoft بكثير من التطويرات، قبل تدخّل Apple في اللحظة المناسبة لتستحوذ على السوق (على الأقل في الولايات المتحدة).
تعتزم Apple على إطلاق نظارات الواقع المعزز الخاصة بها في عام 2023، لكن يُعتقد أن هذا الموعد سيمتد لعام أيضاً حيث طرحت Apple تاريخ الإصدار عدة مرات حتى الآن. فعند إطلاقها ل iPhone مثلاً، انتظرت الشركة توفر شاشات تعمل باللمس على نطاق واسع، مما سمح لها بناء واجهة جديدة سهلة الاستخدام بالإصبع الذي فجر عالم الهواتف الذكية الحالي. وبالنسبة للواقع المعزز، فنعتقد أن العملية نفسها ستتكرر أيضاً.
تفكر Microsoft بالفعل بطريقة للخروج من كمين Apple الجديد. حيث أن Mesh ليست مجرد نظارة أو تطبيق، إنها منصة سحابية مصممة للتشغيل على مجموعة من أجهزة المستخدم. بهذه الطريقة، يمكن أن ينتهي الأمر بنظارات Microsoft مثل Office و OneDrive و Teams باستخدامها على أجهزة iPhone و Mac.
لكن على أجهزة Apple، تأتي خدمات Apple دائماً في المرتبة الأولى، مما يضع Microsoft في المرتبة الثانية أو الثالثة.
لكن الخبر السار لشركة Microsoft هو أن أمامها ما يصل إلى خمس سنوات للتفكير بما يجب فعله حيال ذلك. إلا أن الخبر السيء لنا جميعاً هو أنه من غير المرجح أن نرى الواقع المعزز أو الواقع الافتراضي يغير عالمنا قبل ذلك الحين.
اقرأ أيضاً: تعاون Microsoft مع Bosch لتطوير النظام الأساسي لبرامج للسيارات